بقلم أخت المعتقل /
الناشر : نسيج
أخي شاب يبلغ من العمر 26 عام بدات قصة اخي عندما اقتحمت المرتزقة القرية بحثًا عن الثوار، اخذت تتسلق المنازل وتنتقل من سطح لاخر ومن بيت الى اخر حتى وصلوا لمنزل خالتي ..
رأت قوات المرتزقة جعفر وصديقه في المنزل فاخذوهما الى السطح وانهالوا عليهمها بالضرب بالاسلحة والاخشاب والاصياخ والهروات وكل ما وجد فوق السطح، استطاع جعفر الهرب منهم لكن صديقه لم يستطيع الهرب فأوعز إليه بان يتركه وحيداً بين هذه الوحوش فرجع في محاولة لانقاذ صديقه من بين ايدي المرتزقة ولكن اغتابتهم فرقة اخرى من الاسفل.. نعم فرقتان على شخصان فغلبت الكثره الشجاعة فتم اخذهما الى ساحة الشهيد علي الحايكي ليواصلوا تعذيبهما حيث لم يشفي غليلهم بما فعلوه بهما وبعد ان تم اخذهما الى ساحة الشهيد علي الحايكي والكشف على سطح المنزل راينا الدماء تملأ السطح.
بعد كل هذه الدماء لم تتركهما الذئاب البشرية، لم تكن نهاية مسلسل التعذيب في ساحة الشهيد إذ وصل حد الاجرام بهم الى ان يرميانهما في باحة المركز ليتلذذ بهما المرتزقة، فهرعنا الى وكر التعذيب للكشف عن مصير اخي الذي بات في أيدي المعذبين الذين لايشبعون من تعذيب معتقلي الراي ففي المرة الاولى تم طردنا وعندما رفضنا الذهاب تم قمعنا فواصلنا الذهاب عده مرات ولكن في كل مرة يخبروننا بشيء !! فكانوا يقولون مرة انه في التحقيق ومرة اخرى اخذ للفحص وكانوا يتهربون من الكشف عن مصيره فسالونا هل يعاني جعفر من مرض في القلب من قبل ؟ مما اثار خوفنا على اخي فهو لم يكن يعاني من اي مشكله في القلب من قبل فأصرينا ان نعرف مصير اخي الذي نجهل مدى خطورة اصابته وهو بين أيدٍ لاتعرف الرحمة ويتلذذون ويقاتون على التعذيب.
فقبلها كان قد كذب احد الضباط علينا وقال "مجرد كسر في اليد " في محاولة للهروب منا واخراجنا من من هناك فردينا عليه بانه كذاب فكسر اليد لا يخلف تلك الدماء كتلك التي على سطح بيت خالتي بعدها علمنا أن جعفر فقد قطعه من كفه وكان يحتاج الى عملية عاجلة ولفقده تلك الدماء كانت دقات قلبه ضعيفه، فهل تم اخبارنا عن العمليه التي ستجرى له ؟
كلا! لقد تمت العملية من دون علمنا عن اي شي يتعلق بالعملية !! بدلاً من مراعاة وضعه الصحي بسبب التعذيب واعتقاله اللاقانوني واطلاق سراحه بعدها بايام تم اخذه الى المركز ولماذا ؟ للتحقيق معه لكن فهل كان التحقيق عن تعذيبه؟! لا.. لقد كان التحقيق مع جعفرعن التجمهر وتم ايقافه 45 يوماً وبعدها تم اطلاق سراحه .. كان اعتقال اخي نهاية شهر نوفمبر اي بعد تقرير بسيوني بايام الذي اسقط تهم التجمهر والتعبير عن الراي فكيف يتم ايقافه بهذه التهمة ؟؟ وهل كانت كانت النهاية هنا بعد ان افرج عن جعفر ؟ كلا لم تكن النهاية فمن يدخل مركز سماهيج كمن يدخل مثلث برمودا فلا يخرج ..
ففي تاريخ 5-16 تم اعتقاله من نقطة تفتيش بالقرب من النادي البحري وكان الضابط المسؤل بتلك النقطة الجلاد يوسف الملا بخيت الذي يكن البغض والعداء لعائلتنا فاحتفلوا بهذا الاعتقال لانهم اعتقلو الإخوان الثلاثة ولم يكن اعتقال جعفر من نقطة التفتيش شفيعاً له من التعذيب فاصيب اخي برضوض في اضلع القفص الصدري وتباعدت عن بعضها بسببها ثم تم توقيفه 45 تلتها اخرى وبعدها 20 و 45 يوماً بسبب تهم ملفقه من جلاوزة مركز سماهيج !! وماهي التهم التي سجن بها ظلماً 170 يوما ؟
حرق مركز سماهيج وحرق مركبه دهس والاعتداء على ضابط وهو المعذب وتصنيع زجاجات حارقة وقيادة مسيرات وتجمهر وقد وقع جعفر على اوراق لا يعلم محتواها في المركز والنيابة .. بسبب التعذيب الذي لاقاه ووضع الفلفل في عينيه قبل اخذه الى النيابة واثناء التحقيق معه في المركز ولم تنتهي معاناته بعد تلفيق التهم فبعد ان رضرضوا اضلاعه لم يكن يحصل على العلاج وكان يتعرض الى مضايقات منهم فكان ممنوعاً من العلاج وعندما كان يطلب ذلك يتم اخذه الى مركز سماهيج للتعذيب ليعذبوه بدلاً من ان يعالجوه ..
قرر جعفر بان يرفع قضيه على المرتزقه بسبب تعذيبه كلما كان يطلب اخذه للمستشفى وكان هناك احد الشرطة مستعداً للشهادة معه
حينها كان جعفر متواجداً بمركز سماهيج وكنا متواجدين في المركز ايضاً فتم طردنا من هناك من قبل "نواف بنجيران" بحجة اننا لسنا (سَنِعين) لماذا نحن لسنا (سنعين) !؟؟
لاننا طلبنا رفع قضية على المرتزقة لتعذيبهم اخي بعد ان تم طردنا الى خارج المركز لم نغادر المكان فخرج لنا احد الضباط ويدعى "رائد المحيمد" ووعدنا خيرا وقال بان القضية وصلت الى اكبر مسؤل في المركز ولايمكن لوم جميع الشرطة بسبب تصرف شخصي من احدهم وان من ضرب اخي سينال جزائه وبعد التهديد برفع قضيه عليهم تم اخذ جعفر الى المستشفى بعد 3 أشهر من اعتقاله والوعود بمحاسبه من عذبه كانت في اغسطس وفي شهر اكتوبر كانت إحدى نتائج هذه الوعود بدا الحملة الاعلامية ضد جعفر من قبل مرتزقة النظام فكانت تتم ملاحقته والتشهير به في مواقع التواصل الاجتماعي والافتراء ووصفه ظلماً بالارهابي واستمرت الحملة على أخي إلى أن اعتقل يوم الجمعه اثر كمين مخابراتي غادر فقبلها بـ 11 شهراً تقريباً بنوفمبر 2012 تحديدا "عيد الغدير الاغر"، وعندما كان جعفر متواجدا في الاحتفالات واثر كمين مخابراتي تعرض جعفر لمحاولة قتل مع سبق الاصرار والترصد ولكن بفضل من الله وبركات تلك الليلة خرج سالما واصيب ليلتها 3 اشخاص وكان المستهدف جعفر فقط!
ويوم الجمعه الفائت تم اعتقال جعفر من احدى صالونات الحلاقة في سماهيج وتم ضربه امام مرأى الجميع دون ابراز اذن قانوني وتم عرض جعفر على النيابة مرتان والتحقيق معه في مركز سماهيج والتحقيقات من دون محامي ولم يتصل لنا مع مرور اسبوع على اختطافه وتشير الأنباء الى تعرضه الشديد لتعذيب.
نسأل الله الفرج عنه وعن جميع المعتقلين الأبرياء
